البداية

انا مصري ...
وانك تكون مصري دا اختبار من ربنا , اه والله اختبار , وكمان اختبار صعب جدا , يعنى بالنسبه للتعليم بنتعلم 6 سنين ابتدائى و3 سنين اعدادي و3 سنين ثانوي و4 سنين جامعة دا لو مريحتلكش كام سنه فى السقوط وشيل المواد وكمان هتاخدلك سنه جيش ولما تيجى تشتغل مش هتشتغل الشغلانه اللى انت درستها , مثلاً تلقى مهندس سواق , ومحاسب سباك , وعامل كاشير يعنى مفيش حاجه راكبة على بعض

وتغنى الست نانسى عجرم , لو سألتك انت مصري !!! تقولى ايه ؟؟

لما بلد تعيش أكتر من ستين سنه فساد وبالأخص أخر تلاتين أو عشرين سنه , طبيعي جدا البلد دي تقوم فيها ثوره ,ثورة عالظلم والفساد, ثورة مطالبها نقيه خاليه من أطماع لعبة السياسه القذره وإلي طبيعي أكتر إن السلطه تتمسك بالحكم, وإلي طبيعي برضه إن الداخليه تقمع المظاهرات و الإعتصامات دي , أحداث سياسيه كتيره جدا  حصلت في السنتين تلاته إليي فاتوا , أحداث صعب على شعب زيينا إنه يستوعبها خصوصا إنه كانت قمة الإثاره بالنسبالنا ماتش الأهلي و الزمالك بتعليق مدحت شلبي أو فوز محمد عطية بجايزة ستار أكاديمي أو لعبة التعبان في الموبايل أو فيلم الأنسه دينا مع أبو الفتوح!

الأحداث السياسيه دي “للأسف” رسمت طريق مليئ بالأمل للشباب المصري و بقى لسان حالهم بيقول : خلاص بقى ليا رأي في البلد, بقى ليا حق, هشارك في صنع القرار السياسي , صوتي بقى مسموع!!!!! و يعيني عليه الشاب الغللبان ميعرفش إن الطريق المتنيل بستين نيله الملئ بالأمل ده ما هو إلا طريق زيه زي أي طريق في مصر مليان خوازيق … بس خوازيق مش أي نوع !!! لأ!!!! خوازيق من النوع الشفاف إلي متحسش بيه غير بعد مراحل متقدمه في حياتك في المحروسه.

أول خازوق هتواجهه هو “الجيل إلي قبل قبلينا “ إلي بتتراوح اعمارهم من 60 لـ 70 سنه دلوقتي , الجيل ده خزوق جيلنا بدون أي مبالغه , زرع جوانا روح الكسل , النفاق, التملق , الرياء, ودخل حياتنا مصطلحات وأمثله زي : “يابني إمشي جمب الحيط , من خاف سلم , يابني وإحنا مالنا ” وحجات كتير جدا  زي كده و طبعا الجمله الأبرز إلي قتلت أحلام شباب كتير
” بلاش ” كوره / سياسه / شعر / مزيكا / أي حاجه / أي موهبه “و ركز في مزاكرتك محدش هينفعك!!!” وطبعا مينفعش ننسى الجمله الشهيره إلي بتتقال كل ما يتزنقوا في أي نقاش مع جيلنا ألا وهي “يابني أنا كبير و أفهم أكتر منك … يابني أنا خبره! ” و ساعتها بيبقى نفسك تقوله “ياعم الخبره إرحم أمي العيانه وخلي خبرتك معاك الله لا يسيئك…أومال لو كنت متهور كنت هتعمل إيه!! ” بس طبعا المناقشه بتتنهي بـ حاضر أو طيب!

من الخوازيق الأخرى إلي هتواجهها في أم الطريق المليئ بالزفت الأمل خازوق ” المقارنات بين الواقع و التليفزيون” , أنا مؤمن جدا إن في بعض الأحيان ضرب الأمثله ساعات بيوصل الكلام أحسن من الكلام نفسه , وده إلي أنا هعمله دلوقتي : رمضان إلي فات في مسلسل حقق نجاح رهيب إسمه “حكاية حياه” بطولة غاده عبدالرازق , لك أن تتخيل عزيزي المواطن شعور فتاه مصريه بسيطه كل حلمها في الحياه إن خطيبها إلي بقاله تلاته وتمانين سنه بيكون نفسه ياخدها السينما يتفرجوا عالفيلم و يعزمها على صاروخ بيبسي و يروحها … تخيل شعورها و هي بتتفرج على غاده عبدالرازق وهي بتلبس تلاتين طقم في الحلقه الواحده و بتحط تلاته وخمسين طن مايك أب في وشها و جردلين روج في شفايفها ده طبعا غير ديكور البيت إلي أعتقد إنه إستهلك ما لا يقل عن نص كمية السيراميك المتوافره في أرض مصر …طبعا كل ده كوم و مشهد العربيه وهي بتركن جوا الفيلا كوم تاني خالص , فلك أن تتخيل شعورها وخطيبها بيفرجها عالشقه إلي هيتجوزا فيها –ده لو كان في شقه أساسا-.

خازوق تاني بتوصله قبل مرحلة الوحش وهو خازوق الجيش أو التجنيد بمعنى أصح , مما لا شك فيه إن أي حد شرف ليه إنه يخدم بلده خصوصا لو كانت معرضه لمخاطر وحروب في أي وقت , وفي مرحلة التجنيد بتبقى إنت وحظك … يا إما سنه كعسكري .. يا إما تلات سنين كضابط إحتياطي …و بيبقى يوم الهنا بقى لو عامل عمليه ولا أعور ولا صباعك مقطوع ولا عندك بواسير  وخدت إعفاء…ساعتها أمك مش بعيد  تدبحلك عجل مش كرها في التجنيد أو كرها في خدمة الوطن !!!! حشى لله!!!! بس الفكره إنك عرفت تنفد بجلدك و تنقذ سنه ولا تلات سنين من عمرك من الضياع في اللاشئ, بحسبة بسيطه للغايه إنت بتدخل الجامعه وإنت عندك 18 سنه وعدد سنوات الدراسه بيتراوح ما بين 4 و خمس سنين وإنت ونصيبك وحسب التساهيل ولو طب بتوصل لـسبعه و تمانيه لو خدنا المتوسط قول مثلا 6 سنينكده بقى عندك 24 سنه و تلت سنين جيش كده بقوا 27 سنه تطلع من الجيش ناسي كل حرف إنت إتعلمته جوا الجامعه إلي إنت كنت بتنجح فيها بدعاء الوالدين أساسا , تدور على بنت الحلال في سنه ولا إتنين و أربع خمس سنين خطوبه و سنتين تلاته تكون جبت شقه كده بقى عندك مثلا 40 سنه !و لسه هتبدأ حياتك بقى وجواك طاقه وحيويه أكيد .
إوعى تكون فاكر إني بزرع جواك طاقه سلبيه و يأس وكده , أنا عاوزك تكون متأكد إني بعمل كده,  أيوه إلي إنت بتفكر فيه صح ….باسبورك وإتكل على الله …

……بعد عشر سنين ….

بعد فشل مشروع الهروب الكبير جلس صديقنا المصري بعد مروره بكل العقبات و الخوازيق دي وبعد جوازه بصديقتنا إياها بتاعة المسلسل… وبعد يوم روتيني ممل في الشغل قعد عالقهوه بيشرب كوباية الشاي وفي لحظات صامته سمع صوت أنثوي جميل قادم من بلاد “هيك و شو و يؤبرني و دخيل الله ” بيقول ” لو سألتك إنت مصري تقولي إيه …إيه “
صديقنا المصري جاله شلل نصفي و عسر في الهضم وداء الكلب وإسهال مزمن و تسلخات وضيق في التنفس و لين في العظام وإتجنن ومات لمجرد سماعه للمقطع ده من الأغنيه من كتير ما كان نفسه يقول كلام كتير للأنسه نانسي عجرم ردا على سؤالها …
بس إنت ممكن ترد عليها لو حابب …